يُعتبر الفحص الضوئي الطريقة العملية الأساسية
لمراقبة الجنين الحي خلال فترة التفقيس (التفريخ) ، حيث من خلاله يتم التعرف على
معدل التطوّر الجنيني داخل البيض واستمراريته وفصل البيض غير المخصب في الأيام
الأولى من فترة التفريخ ،
وبالرغم من أن ترك البيض غير أو المحتوي على أجنّة
ميّتة لن يؤثر على نسبة فقس البيض المُحتوي على أجنّة حية نامية ، إلا أنه يُفضل
من الناحية الصحية والناحية الإقتصادية عدم ترك مثل هذا البيض لأنه يزيد من عبء
تشغيل المفقسة (المفرخة) من دون مقابل .
ويتم خلال هذه العملية استخدام (جهاز فحص ضوئي) ، إذا كان عدد البيض قليل ، أما في المشاريع الكبيرة يتم استخدام
طريقة فحص ضوئي آلية (اوتوماتيكية) ، ويوجد عدة انواع من هذه الأجهزة تختلف فيما بينها حسب عدد البيض
المُراد فحصه .
الفحص الضوئي
الأول لبيض التفريخ
يتم إجراء
الفحص الضوئي الأول عادة في اليوم الخامس الى السابع من فترة التفريخ.
يُلاحظ عند إجراء الفحص الأول بأن أجنة الدجاج
المتطورة بصورة جيدة تقع في عمق الصفار ولذلك لا يمكن تمييزها بسهولة .
وعند إجراء الفحص الضوئي يُلاحظ في مكان الجنين
وجود نقطة
سوداء في منتصف البيضة تقريباً وفي
بعض الأحيان تنتشر فيه شبكة من الأوعية الدموية لغشاء الألنتويس ، وفي داخل ويمكن
ملاحظة ظل الجنين عندما يتحرك أو عند تدوير البيضة ، وعلى بُعد محدود من المكان
الذي يقع فيه الجنين يُلاحظ الصفار الذي تنتشر عليه الأوعية الدموية بصورة واضحة .
(هذا في حالة التطور الجيد للجنين) .
أما في حالة حدوث تطور رديء فيكون الجنين صغيراً
وغير محمول من قبل الصفار ويقع بالقرب من القشرة ويُلاحظ بوضوح وخاصةً عينيه ، ومن
جهة أخرى يكون تطور جهاز الدوران تطوراً بطيئاً فيما تنتهي الأوعية الدموية للصفار
في الجنين ذاته ولا تمتد إلى الصفار .
الفحص الضوئي
الثاني لبيض التفريخ
يتم هذا
الفحص عند اليوم الثامن عشر (18) من فترة التفريخ ، وقبل نقل البيض من قسم الحاضنة
الى قسم المفقسة . والهدف من هذا الفحص هو التعرّف على معدل التطور الجنيني داخل
البيض واستمراريته وفحص البيض للأجنة
الميتة في الأعمار الأخيرة من فترة
التفريخ
ويُلاحظ
أثناء الفحص الضوئي أن الأجنة الحية تأخذ مساحة كبيرة داخل البيضة أما
الأجنة الميتة تأخذ مساحة أقل وذات لون غامق ويستخدم لهذه العملية جهاز فحص ضوئي
شبيه بالجهاز المستخدم في الفحص الضوئي الأول ويُلاحظ بأن الجنين الكبير يشغل جميع البيضة حيث لا
يمكن للضوء أن يَنفذ خلال البيضة عند إجراء عميلة الفحص الضوئي لها والجهة المدببة
إلى أسفل وان الفسحة الهوائية تكون عادةً
كبيرة الحجم .
وعند تخلّف النمو والتطور في هذا اليوم فإن
الجنين يكون صغير عادةً ، ولا يستطيع مد رقبته إلى الفسحة الهوائية . هذا وتكون
الفسحة الهوائية صغيرة عادةً .
أسباب وجود
أجنة ميتة في أعمار مختلفة طوال فترة
التفريخ ..
1) درجة حرارة تفريخ عالية أو منخفضة أو غير منتظمة .
2) نقص التهوية أو الأوكسجين .
3) عدم إنتظام التقليب أو توقفه .
4) وجود أمراض النقص الغذائي في القطيع المنتج للبيض .
5) إصابة قطيع الأمهات بأحد الأمراض الوبائية (الإلتهاب
الشعبي ، الإرتعاش الوبائي ، النيوكاسل) .
ولكي
يصبح بالإمكان إكتساب خبرة جيدة وصحيحة لتقييم حالة تطور الجنين وهو على قيد
الحياة ينبغي فحص البيض ضوئياً من جميع الوجبات في وقت واحد دائماً بما يتلائم
والعمر المحدد للجنين ولذلك يجب علينا أن نقوم بإدخال بيض التفقيس إلى الحاضنة في
وقت واحد .
ولمعرفة تطور الجنين نكتفي بفحص (10 – 15 %) من
مجموع البيض العائد لكل وجبة بحيث تؤخذ من أماكن مختلفة من الحاضنة .
إن أهم صفة يُستدل منها على تطور الجنين بصورة
جيدة هي طول فترة التفقيس فإذا كانت تغذية الجنين وكذلك تطوره جيدين فإنه
سوف ينهي فترة التفقيس في موعدها المحدد أما إذا حدث اختلال في تطور الجنين
أو تمثيل المواد الغذائية بسبب سوء التمثيل الكيميائي والغذائي للبيضة أو بسبب عدم
ملائمة ظروف التفقيس لمتطلبات الجنين فإن ذلك سوف يؤدي إلى إطالة فترة التفقيس .
ويلاحظ في مثل هذه الحالة تأخر موعد فقس الأفراخ من جهة وامتداد مرحلة الفقس لفترة
أطول من جهة أخرى .
وعندما يكون نمو وتطور الجنين جيداً فإن نقر القشرة يبدأ في موعده المحدد ويجري بصورة
طبيعية ويحدث النقر عادةً بالقرب من الجهة العريضة من البيضة وتتكسر القشرة في
النهاية العريضة من البيضة إلى أقسام كبيرة وبعد النقر يتحرك الجنين بنشاط بصورة
دائرية داخل البيضة ، فالأغشية القشرية تكون عادة مطاطية وتتمزق مع تحطّم القشرة .
وعلى ضوء المعلومات المتحصل عليها من الأبحاث
يتبين أن معدل فترة تحرر (خروج) الفرخ من القشرة تستمر لمدة تتراوح ما بين ( 10 –
20 ) ساعة منذ ابتداء عملية النقر .
ولا بد من الإشارة إلى أن حدوث الاختلال في تطور
الجنين ربما لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة محسوسة في هلاكات الأجنة ويُحتمل أن تكون
نسبة الفقس عالية ولكن تكون الأفراخ الفاقسة ضعيفة وتكون فترة التفقيس في هذه الحالة أطول عادةً .
والجدير بالذكر أنه من الناحية التجارية يُستهدف
الحصول عند الفحص على (70 – 80 %) من البيض ذو الأجنة الجيدة في نموها وتطورها .
ويجب أن يتم فقس الأفراخ في موعده المحدد حيث أنه ليس المهم الحصول عند الفقس على
عدد كبير من الأفراخ فقط بل ويجب الحصول
عليها في موعدها المحدد وبنوعية جيدة .
وهكذا فإن نسبة فقس الأفراخ ذات التطور الجيد في
المراحل الجنينية المختلفة تكون عالية وتحدث في موعدها المحدد بالمقارنة مع البيض
ذو الأجنة الضعيفة التطور كما يظهر ذلك من نتائج الفحص . فالأفراخ الناتجة في
الحالة الأولى تكون كبيرة الحجم ، ويكون وزن الصفار والمتمثل بكيس الصفار المتبقي
يكون قليلاً . وكذلك فإن الفراريج الناتجة من الأجنة جيدة التطور تكون أكثر حيوية ونشاطاً وتصل مرحلة النضوج
الجنسي بوزن كبير وبوقت مبكر ، كما أن محصولها من البيض يكون وافراً . ويكون معدل
النمو والزيادة الوزنية ومعامل التحويل الغذائي عالياً بالنسبة لأفراخ اللحم .
إن وزن الأفراخ عند الفقس وبعد اكتمال جفافها يكون
حوالي (65%) من الوزن الابتدائي للبيض ، ويكون الصفار المتبقي في الأفراخ قليلاً
وتكون حلقة الحبل السري خالية من أي خدوش وتامّة الالتئام . وفي السلالات ذات
الأرجل البيضاء عند البلوغ يكون لون السيقان والمنقار أصفر محمر أو برتقالي وكذلك
تقف الأفراخ بقوةٍ على أرجلها وتتحرك بنشاط .
وفي المفاقس التجارية الكبيرة لا تُمارس عملية كسر
البيض لفحص تطور الجنين ، إلا أنه من المفيد كسر نماذج من البيض في المراحل
المبكرة من التفقيس بحدود عشر بيضات من كل وجبة .
مراقبة طول فترة التفقيس:-
مما لاشك فيه انه توجد فترة ثابتة لتفقيس البيض في
كل نوع من أنواع الطيور الداجنة . وأن هذه الفترة المحددة وُجدت منذ الأزل ومستمرة
بالانتقال من جيل لآخر . وعلى هذا الأساس فإن التفقيس الاصطناعي يجب أن يُوضع بشكل
يُناسب طول فترة التفقيس الطبيعية لكل نوع من الطيور الداجنة .
إلا أن طول هذه الفترة يتباين بحدود يمكن ملاحظتها
. فمثلاً يُلاحظ بأن التفقيس من بيض مجموع من قطيع واحد ومخزون في نفس الظروف
للفترة الواحدة ربما لا يحدث في وقت واحد ، فقد تستمر الفترة الفاصلة بين ابتداء
فقس الأفراخ وانتهاء عملية الفقس (24) ساعة . بينما تزداد هذه الفترة عند تفقيس
بيض البط ، وتزداد بصورة أكثر فترة تفقيس بيض الإوز حتى عند حدوث فقس جيد ، حيث
تستمر لفترة يومين . ويعود سبب هذا
التباين إلى الصفات الفردية للطيور البياضة .
فكلما كان البيض متجانساً أكثر وقيمته الغذائية
أحسن كلما جرى الفقس بصورة طبيعية أكثر وفي موعده المحدد .
ولابد من الإشارة إلى أن طول فترة تفقيس البيض
مرتبطة بمستوى سريان عمليات التمثيل الغذائي في الجنين ، فإذا حصل اختلال في
عمليات التمثيل بسبب عامل ما فإن ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى إطالة فترة
التفقيس ، وهكذا فإن مراقبة هذه الصفة الدقيقة (أي طول فترة التفقيس) لها أهمية
كبيرة . حيث ينبغي أن تبدأ هذه العملية وتنتهي في موعدها المحدد دون إبطاء أو
تسارع .
ويبدأ الفقس بظهور الأفراخ الأولى ، فيما يبدأ
الفقس الجماعي في تلك الفترة التي يتم الحصول فيها على (70 – 80 %) من الأفراخ
نسبةً إلى المجموع العام للوجبة.
وتحل نهاية الفقس في الوقت الذي يتم فيه التقاط
آخر الأفراخ النشيطة التي لا تحتاج إلى مساعدة في تحريرها من القشرة .
ولتسهيل
استخدام هذه الخاصية (أي طول فترة التفقيس)
المهمة في تقييم نمو وتطور الجنين يجب إدخال البيض إلى الحاضنة في وقت واحد
دائماً ، وفي مثل هذه الحالة يبدأ الفقس ويستمر لفترة محدودة ، وإذا لم يتم إدخال
البيض في موعده المحدد لسبب ما فيجب الإشارة إلى ذلك في (سجلات المفقسة) لكي يصبح
بالإمكان معرفة موعد ابتداء الفقس في تلك الوجبة من البيض .
إن
بيض السلالات الثقيلة يحتاج فترة تفقيس أطول مما في السلالات الخفيفة بسبب سرعة
حدوث عمليات التمثيل الغذائي في السلالات الخفيفة . وكذلك فإن البيض الناتج من
الدجاج الذي هو في دورة إنتاج البيض الثانية يفقس بفترة أطول نسبياً مقارنة مع بيض
الدجاج الذي ينتج البيض لأول سنة إنتاجية . وكذلك فإن البيض الكبير الحجم يفقس
بفترة أطول من البيض الصغير الحجم من نفس الوجبة . وكذلك فإن فترة تفقيس البيض
تطول نسبياً عند ازدياد فترة خزن البيض .
وهكذا
فان فترة التفقيس إذا طالت عن الحد الطبيعي
والتي يتم ملاحظتها عن طريق المراقبة الحيوية تعتبر مؤشراً مهماً يدل على
الاختلالات الحاصلة في نمو وتطور الجنين والأسباب التي أدت إلى حدوث مثل هذا الخلل
.
ومن
جهة أخرى كلما كانت البيضة غنية بمحتواها الغذائي كلما حدث التفقيس في موعده
المحدد وجرى تطور الجنين بصورة طبيعية خلال فترة التفقيس وهذا يعني أيضاً أن ظروف
التفقيس كانت ملائمةً للبيض مما أدى إلى الحصول على فرخ صحيح البنية ذو إنتاج جيد
.
ولقد
وُجد بأن نمو وتطور الأفراخ الفاقسة في النصف الأول من اليوم يكون أفضل مما يحصل
في الأفراخ التي فقست متأخراً ( أي في نهاية يوم التفقيس) .
وكذلك
يُلاحظ قصر فترة التفقيس في البيض المتحصل عليه من الدجاج الذي كان يضع البيض
بغزارة خلال موسم التفقيس .